ياسر عرفات أبو عمار إسم ارتبط بمرحلة حملت معها مفردات القضية الفلسطينية، بكل مفاصلها وركبها، ومساراتها ومفارقها ومنعطفاتها، وكل إشارات المرور والتوقف فيها، ومطباتها السياسية والتكتيكية والإستراتيجية، وكهوفها وأوكارها، ومزالقها ومنجزاتها ومناقبها ومثالبها، وما حملته في بطنها، أو قذفته، أو داسته في أقدامها، أو طوت صفحاته لكي ينسى من ذاكرة الزمن، أو رسخته في عقول الجيل ليورثه لمن بعده، إنه رجل المتناقضات، فهو مجهول معلوم، غامض مفهوم، ثابت متحرك. في تقاسيم وجهه تلمح كل دلالات الفصول الأربعة، فهو حار جاف كالصيف، شاحب الطيف كالخريف، ندي راشح كالشتاء، وديع مقبل كالربيع، وإنه في السياسة ينتمي للمدرسة الزئبقية المهجنة بلقاح المدرسة الخيالية المرتكزة على أسس المدرسة الإنفعالية ذات الجذور الديموكتاتوية، فكانت القضية الفلسطينية تدور في فلك هذه المدرسة اللامنهجية التي حملت إسمه. عاش ياسر وله على مائدة الساسة الدولية أجندته بكل شعاراتها الثورية ذات المفعول الثلاثي الملتهب والدافئ والبارد، وفارق الحياة السياسية بساحاتها الثلاث، الفلسطينية والعربية والدولية، بعد ان انفرد بالاولى أربعة عقود متتالية. وكان ركنا أساسيا من أركان الثانية، وبقي نجما لامعا من نجوم الثالثة. إنه في لحظة واحدة تراه الرحى وبأخرى تجده الحب تحت الرحى، فهو في الواقع رمز وخيال. وفي الصمت صوت له دلالات الواقع، لا يعرف صديقه كيف يفجر فيه مشاعر الحب، أو كيف يهدئ من حمم بركانه الثائر، فكيف بعدوه يحدد لغة الحوار معه، ومفرداتها مبعثرة لا يحويها قاموس سياسي واحد. وكما كان «ابو عمار» مدار جدل وخلاف في حياته، فسوف يكون كذلك بعد رحيله، سواء في تقييم خصاله الشخصية او تقدير صفاته القيادية او محاسبة مواقفه السياسية او متابعة أدائه السلطوي، بين من يرى في غيابه خسارة فادحة لا تعوض لرجل اختصر آمال الشعب الفلسطيني وطموحاته الوطنية باقامة دولته المستقلة على أرضه المجتزأة ولم تكتمل بعد، ومن يرى في الموت خروجا لائقا من مأزق استحالت معالجته لفترة طويلة لقد اتقن ياسر عرفات لعبة التوازنات العربية والدولية فنجا من تناقضاتها، وان كان الشعب الفلسطيني دفع ثمنا للكثير منها. ويمكن ان نسجل لعرفات مواقف عدة على هذا الصعيد: 1- لم يقبل إعادة تقسيم فلسطين مرة ثانية، من خلال اقتطاع مساحات جديدة من اراضي 1967 رغم توقيعه على اتفاقية اوسلو. 2- لم يقبل التخلي عن حق العودة خارج إطار حل شامل، وكان هذا الموقف الرصاصة التي قتلته سياسياً لدى الأوساط الدولية والعربية المنضوية تحت الإرادة الأمريكية. 3- لم يقبل اي حل ينتقص الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني، ولو اقتضى الامر العودة إلى نقطة الصفر. 4- لم يقبل حلا يستثني مفهوم «القدس الشريف» الذي ينادي به دائما. 5- لم يقبل مبدأ قمع الانتفاضة، ما لم يكن الثمن تسوية متوازنة. من هو إذن أبو عمار الإنسان والقائد؟ الميلاد بكل صراحة أقول أنه لا يعرف على وجه اليقين مكان ولادة ياسر عرفات (أبو عمار). وهذا أمر يجب ألا يكون، خاصةً أنه يتعلق بشخص قيادي الكل يسعى ويحب أن بعرف كل التفاصيل والجزئيات عنه.وخمسون سنةً من العمل السياسي والثوري هي فترة طويلة ومناسبة للتحقق وقطع الشك باليقين، خاصةً من جانبنا نحن الفلسطينيين، ولكن على العموم فقد انقسمت الآراء حول مكان ولادته إلى رأيين الأول يرى أنه ولد في القدس والثاني يرى أنه ولد في القاهرة، والأغلب أنه ولد في القاهرة في الرابع والعشرين من أغسطس/ آب عام 1929، في حي السكاكيني شارع البارون في القاهرة نسبةً إلى بانيه الثري، حسيب السكاكيني، وان والده كان يعمل بتجارة التحف والمتعلقات الدينية، وهي التجارة التي عمل بها في القدس وغزة من قبل. وعلى موقعه على الإنترنت، أكد عرفات، انه من مواليد القدس يوم 4/8/1929، رغم أن شهادة الدراسة تشير إلى أنه ولد في القاهرة، وقد سجل في جواز سفره انه ولد بالقدس لدى أهل والدته، وهي من عائلة أبو السعود المقدسية، لأب كان يعمل في التجارة، وهاجر إلى القاهرة عام 1927، وعاش في حي ألسكاكيني. لكن اكتشاف شهادة ولادته ومستندات أخرى من جامعة القاهرة قد أنهى الشك في مكان ولادته (حيث ان كاتب سيرته الن هارت يؤكد انه ولد في القاهرة).وعندما توفيت والدته أرسله والده إلى القدس. ويعد عرفات السادس بين أخوته الأشقاء. فقد سبقته شقيقته الكبرى، الحاجة إنعام، التي كانت بمثابة الأم له بعد وفاة والدته عام 1933، وعمره أربع سنوات، وكرست حياتها لرعايته، خاصة انها لم تنجب. وقد أطلق عليها بعد الثورة (أم المؤمنين). وعاشت حياتها كلها في منزل العائلة بمصر الجديدة. وانتقلت إلي قطاع غزة بعد عودة عرفات عام 1994 حتي توفيت بها عام 1999، ودفنت في مدافن العائلة في خان يونس. ثم يأتي بعد الحاجة إنعام شقيقه الأكبر جمال الذي حمل اسم (أبو رؤوف). وعمل مديرا لمكتب فتح في كل من القاهرة والخرطوم وتوفي منذ اكثر من 20 عاما ودفن بالمملكة العربية السعودية. وبعد أبو رؤوف، كان شقيقه مصطفي الذي توفي في مصر منذ خمسة عشر عاما، ودفن بمدينة نصر. ثم تأتي شقيقته يسرا، وهي متزوجة من ابن عمها الأستاذ جرير القدوة، الذي عمل مدرسا في مصر وليبيا والكويت لأكثر من أربعين عاما، وهو الآن مستشار لعرفات لشئون التعليم. وقد أقامت الأسرة في مصر وانتقلت إلى الإقامة في غزة، بعد اقامة السلطة عام 1994، وقد حملت السيدة يسرا لقب (أم ناصر) نسبة إلي ولدها الدكتور ناصر القدوة الذي يشغل منذ سنوات منصب مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة في نيويورك. وتوفيت السيدة يسرا بالقاهرة قبل سنوات ونقل جثمانها ليدفن إلى جوار شقيقتها الحاجة إنعام. ولم يتمكن عرفات من المشاركة في مأتمها بالقاهرة او غزة، حيث كان محاصرا في مقره بالمقاطعة في رام الله. وتأتي بعد ذلك شقيقته خديجة، التي انتقلت من مصر إلى غزة منذ عودة السلطة، وتقوم بنشاط اجتماعي، حيث تشرف على عدة أنشطة لرعاية الأسري والمعوقين، من خلال جمعيات أهلية كما تبنت إنشاء مكتبات للأسرة والطفل في الأراضي المحتلة. أما الشقيق الأصغر لياسر عرفات فهو الدكتور فتحي. وقد تخرج في كلية طب قصر العيني، وشارك عرفات مسيرة نضاله. وأسس عام 1968 الهلال الأحمر الفلسطيني، وأصبح رئيسا له وتمكن من إقامة مستشفيات وعيادات في كل من مصر وسوريا ولبنان والضفة الغربية وغزة. وعمل على تخريج أطباء وممرضين وفنيين طبيين كانوا عماد وزارة الصحة الفلسطينية بعد قيام السلطة. وقد أقام الدكتور فتحي مع زوجته المصرية وولديه بالقاهرة. وتوفي قبل يومين من وفاة عرفات، بمستشفى ناصر بالقاهرة.ولياسر عرفات ثلاثة أخوة غير أشقاء. فقد تزوج والده بعد وفاة والدته من سيدة مصرية، أنجب منها شقيقه محسن والذي يعمل ويقيم بدولة الإمارات،وشقيقتيه مديحة وميرفت، وهما متزوجتان وتقيمان بالخليج. الاسم لعرفات اسم اشتهر به ولازمه طيلة حياته وبقي لصيقاً به حتى بعد وفاته، ذلكم هو أبو عمار، وهو الاسم الذي لا يختلف حوله اثنان، ولكن هذا الإسم لا يمثل الا لقباً ورمزاً سياسياً لهذا الرجل القائد، أما اسمه الحقيقي فهناك عدة أسماء عرف بها ياسر عرفات، الأمر الذي أثار عدداً من التساؤلات الغامضة حينا،ً والمشككة حيناً آخر ومن هذه الأسماء: حسب المصادر الفلسطينية "محمد ياسر" عبد الرؤوف القدوة الحسيني، واشتهر باسم ياسر عرفات. وهناك من يذكر أن اسمه الحقيقي هو (محمد عبد الرحمن) عبد الرؤوف القدوة الحسيني ومحمد عبد الرحمن هو اسمه الأول وهو اسم مركب. وهناك من يذكر أن اسمه الحقيقي محمد عبد الرحمن عبد الرؤوف عرفات القدوة. وهناك من يذكر أن عرفات اسمه محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرؤوف بن عرفات القدوة الحسيني، والقدوة(اسم عائلته من مدينة خان يونس بقطاع غزة وهي احد فروع عائلة الحسيني المقدسية والحسيني اسم عشيرته، وهناك من يذكر أن اسمه الحقيقي محمد عبد الرؤوف قدوة الحسيني على اعتبار أن قدوة اسم جده .وعلى موقعه على الإنترنت، يؤكد عرفات، أن اسمه الحقيقي محمد عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني. وهناك من يؤكد أن اسم عرفات عبد الرؤوف ولا يوجد في اسمه محمد ولا عبد الرحمن .وإن بعض المؤرخين ذكروا أن كلمة قدوة هي اسم لمنطقة في المغرب ولكن هذا لا يعني أنه ولد في المغرب، ويذكر أن الحاج أمين الحسيني مفتي فلسطين أكد ان عرفات لا يمت إلى عائلة الحسيني بصلة، وورد ذلك في كتاب ياسر عرفات والحل الصهيوني لقضية فلسطين. مطبعة الزرعي- دمشق 1999، للكاتب الدكتور غازي حسين احد موظفي منظمة التحرير بدمشق.ويقول ابو ريش "كاتب سيرة عرفات" انه لا توجد صلة بين عرفات وعائلة الحسيني المشهورة في القدس. واتخذ اسم "ياسر" وكنية "أبو عمار"، أثناء دراسته في كلية الهندسة بجامعة القاهرة، إحياءً لذكرى مناضل فلسطيني قتل وهو يكافح ضد الانتداب البريطاني. إن الإختلاف في مكان ولادة وإسم عرفات الحقيقي شكل لدى البعض مبرراً لطرح تساؤلات بريئة حيناً، وتحمل إيحاءات تشكيكية تسعى الى بناء صورة من الغموض السلبي في شخصية عرفات حيناً آخر. ولكنني أرى أنه كان من الأولى أن لا نقع، نحن الفلسطينيين، بهذه التباينات والإختلافات. وكان حرياً بالمؤسسة الفلسطينية أن تقف عند الحقيقة لا أن تنجرف وتخرج هي الأخرى على الشعب بعدة أسماء للراحل عرفات إذ لا يعقل أن يعيش الشعب حائراً لا يعرف عن رئيسه إلا الغموض في حياته وحتى في وفاته. كما هو الأمر في حقيقة مرضه وسبب وفاته. الحياة الاجتماعية.. وقصة زواجه من سهى لقد أمضى عرفات أكثر من 60 سنة من عمره عازفاً عن الزواج، حتى قيل أنه متزوج من القضية الفلسطينية، لكنه عام 1990 تزوج ياسر عرفات من السيدة سهى الطويل التي يكبرها بأربعة وثلاثين عاما، وأنجب منها بنتا واحدة اسمها زهوة. ومسألة زواجه رتبتها ريموندا الطويل، والدة سهى. فهي تعرف من أين تؤكل الكتف، لذا زوجت ثلاثة من بناتها لثلاثة من زعماء المنظمة كان على رأسهم ياسر عرفات. كان عرفات مشهورا بين القادة الفلسطينيين بأنه الأعزب الوحيد بينهم، ولكن ريموندا الطويل نجحت بوضع سهى الطويل في طريق عرفات الذي لم يتمكن من مقاومة جمالها الأخاذ/ فتزوجها سراً لكن ريموندا سربت الخبر إلى جريدة إسرائيلية، وتم وضع عرفات أمام الأمر الواقع واضطر بعد سقوط طائرته في ليبيا الى الإعلان عن زواجه من سهى. بل وأدلى بتصريحات لمجلة الرجل التي تصدر في لندن حول علاقته بسهى، واستقبل الرئيس استقبل مندوب المجلة في بيته، وسمح له بالتقاط صور ملونة له ولسهى ولأمها نشرت كصور غلاف للمجلة المذكورة وان مكاتب المنظمة ساهمت في توزيع العدد المذكور من مجلة الرجل، والتي يباع العدد الواحد منها بحوالي عشرين دولارا. لقد خططت ريموندا الطويل التي كانت تمتلك وتدير مؤسسة إعلامية في واشنطن لتزويج سهى لعرفات، وبدأ المخطط بإرسال سهى الى باريس حيث يكثر الرئيس من زياراته الى فرنسا، وهناك تم تقديم سهى له كمترجمة، وذلك من خلال إبراهيم الصوص، مدير مكتب المنظمة في باريس، وهو في الوقت نفسه زوج ناديا أخت سهى. وفعلاً تم تعيين سهى سكرتيرة ثم مديرة للشئون الاقتصادية والمالية. وظلت سهى حتى اليوم تتنقل بين قصرين واحد في سويسرا ولثاني في باريس، وتعيش حياة البذخ والترف، والشعب الفلسطيني يعاني ويلات الحصار والقتل والتجويع، وزوجها محاصر في مقره الذي لم يخرج منه الا للعلاج ولم يعد اليه الا ميتاً. وتربط سهى صداقة بالراقصة المصرية فيفي عبده وشاعرها المفضل هو محمود درويش، وكاتبها الذي تقرأ له هو محمد حسنين هيكل. وهواياتها سماع الموسيقى والغناء وتحب سماع شارل أزنافور وعمرو دياب. وعن أول لقاء لها بعرفات قالت: كان ذلك في باريس بدأت أتعلم أصول الصحافة وأقوم بنشر أخبار الأراضي المحتلة. وكنت على اتصال مستمر بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية في تونس باعتبارها من أهم المصادر الصحفية. وكان أول عمل صحفي ناجح لي هو إجراء حوار طويل مع أبي إياد ثم حوار آخر مع أم جهاد, وقد زرت تونس أكثر من مرة في عام .1988 كانت السفارة الفلسطينية في باريس قد بدأت تستعد لترتيب زيارة ياسر عرفات لفرنسا.وقد حرصت على تغطية أنباء الزيارة، وعلم أبو عمار إجادتي للغة الفرنسية, واستعانت بي السفارة الفلسطينية للقيام بمهمة أعمال البروتوكول في الجناح المخصص للزعيم عرفات والوفد المرافق له. ثم اختارني بعد ذلك أبو عمار للعمل في الدائرة الاقتصادية التابعة للمنظمة في تونس. وعن قرار الزواج منه قالت: بدأت أقترب من عرفات بحكم عملي ونشاطي: كنت في بعض الأحيان ضمن الوفد الفلسطيني المرافق للرئيس في رحلاته الخارجية. وكنت أحضر الاجتماعات, وأشارك عند اللزوم في أعمال الترجمة. وفي عام 1990، فاتحني في أمور الزواج فكانت مفاجأة مثيرة بالنسبة لي. لقد أحببته، ولم أتردد لحظة واحدة.ولم أشعر لحظة واحدة بمسألة فارق السن، فزوجي متجدد دائما أفكاره متدفقة, أحاسيسه, نجاحاته, تحركاته كلها نبض وحياة. وربما من الصعب أن تجد كل هذه الحيوية والحياة التي لها معنى كبير مع شاب صغير. والحياة مع ياسر عرفات تجعلك تعيش أحزانه وإنجازاته، وتتابع أفكاره في القضايا الكبرى، ولا تشعر بأي ملل. فحياتي معه مليئة بالأحداث والأفكار والأحلام. أما فيما يتعلق بالديانة فإنني كنت مسيحية من كنيسة اليونان الأرثوذكس قبل الزواج من أبي عمار. والإسلام لا يحرم على المسلم الزواج من مسيحية، واعتنقت الإسلام احتراما لزوجي الذي يعرف الإنجيل عن ظهر قلب. ولم أتزوجه رغبةً في المال، فأنا غنية من أسرة برجوازية فلسطينية. ووالدي أحد أكبر إقطاعيي فلسطين/ في فترة الإقطاع وكان مدير فرع البنك العربي في اربد . وفي عام 1990، كان يوما عاديا جدا وكنا في تونس واستدعى أبو عمار شيخا وشهودا من حراسه فقط. كنت أرتدي فستانا عاديا بسيطا, وكان هو يرتدى ملابسه العسكرية والكوفية التقليدية فوق رأسه, ولم تدق الطبول ولم نزف كأي عروسين. كنا في حالة زواج سري بكل معنى السرية, وأرجعت سرية الزواج إلى أن أبا عمار قال لها أن هناك ظروفا تمنع الإعلان, كانت الانتفاضة, والناس جرحى وشهداء والبيوت حزينة, بعدها حرب الخليج كانت الأوقات غير مناسبة، وكان هو حريصا على مشاعر الناس, كانت المشكلة في التوقيت. وتقول أنها ومنذ أن تزوجت ياسر عرفات لم نقض يوما كاملا معه بمفردنا. وعن طفلتها زهوة، قالت سهى عرفات: إنها ديكتاتور داخل المنزل, تبدو أكبر من سنها كثيرا، فهي تقرأ القصص والتاريخ بمساعدتي، وتتكلم الإنجليزية والفرنسية. وهي طليقة اللسان بالعربية، تجد متعة شديدة وهي تبحر في عالم الانترنت على المواقع التي تهتم بالأطفال، خصوصا موقع ديزني لاند الذي تحب أن تشاهده كثيرا. هي صاحبة الأمر والنهي، ولا يستطيع أحد أن يرفض لها طلبا، حتى لو كان الرئيس نفسه. ونحن لا نرى الرئيس كثيرا حتى وهو داخل المنزل فهو يجلس في مكتبه فترات طويلة, أراه مثل راهب يعيش في صومعته ولكنه لا ينسى أبدا أن يجلس ولو قليلا إلى زهوة، التي يفتخر بها ويحبها كثيرا. وزهوة أريدها أن تتعلم اللغات والموسيقى والقرآن والتوراة والإنجيل ليس لأنها ابنة ياسر عرفات، ولكن لأن هذا يعني بالنسبة لي التحدي الحقيقي لكل مخاوفي. لقد كانت سهى تشكل نقطة غامضة في حياة عرفات التي تعرف عليها قبل عشرين عاماً عندما كانت تدرس في جامعة السوربون، فقد اشتهرت سهى بحبها للبذخ وحياة الترف واقتناء المجوهرات. وقد ذكر عنها أنها أهدت إلى زعيمة الشر وعميدة عائلة الشر "" برابارا بوش"" قرطا من الماس بملايين الدولارات من دم الشعب الفلسطيني، كما كانت شغوفةً بالثياب الباهظة الثمن، وبحبها للمال وعقد الصفقات التجارية. وهذا ما جعلها تتدخل في الشئون المالية للسلطة الفلسطينية، وهو الأمر الذي حولها الي نقطة ضعف ضد عرفات، وقد هاجمته وسائل الإعلام الإسرائيلية كثيرا من خلالها..إلا أن اكبر تدخل لها كان عندما أسندت احد مشاريع الاتصالات الهامة داخل الأراضي الفلسطينية لإحدى الشركات الأمريكية، مما أثار غضب الرئيس عرفات، الذي أصر على إسناد ذلك المشروع إلى شركة فلسطينية، وهو ما قد كان.. إلا أن الشركة الأمريكية رفعت دعوى قضائية ضد السلطة الفلسطينية، حصلت من خلالها علي 18 مليون دولار تعويضا. اضطر الرئيس عرفات إلى دفعها من أموال السلطة الفلسطينية. وهو ما دفعه إلي طردها خارج الأراضي الفلسطينية. كان ذلك عقب أيام من اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، لتختفي بشكل كامل عن الأنظار.لكنها عادت مجددا للظهور على الساحة عندما قررت العودة إلي رام الله لاصطحاب زوجها إلى مستشفي بيرس العسكري في فرنسا. ولأسباب غير واضحة حاولت سهى استعداء جميع رموز السلطة الفلسطينية عندما اتهمت في رسالة مباشرة الي الشعب الفلسطيني رموز السلطة بالسعي الى دفن عرفات حيا واصفة اياهم بالمستورثين.. الا ان السهم ارتد اليها، فبدلا من ان تثير تلك الاتهامات تعاطف الشعب الفلسطيني معها، اثارت حنق الجميع ضدها.. حتى النساء تظاهرن منددات بتصريحاتها المعادية قائلين لها أين كنت يا سهى وزوجك محاصر.. ومن ناحية أخرى فقد شكل تمسكها بفرض سرية تامة حول الحالة الصحية لعرفات اعتقاداً لدى الكثير من المسئولين الفلسطينيين بأنها تسعى من وراء ذلك الحصول على ثروات الرئيس عرفات الشخصية وحساباته البنكية التي تزعم مصادر إسرائيلية أنها تصل إلي مليار دولار، موزعة علي حسابات سرية في عدد من بنوك العالم. بينما قدرتها صحيفة فوربس الامريكية بـ 200 مليون دولار، واضعة إياه في المرتبة التاسعة بين أكثر الحكام ثراء. إن ما اشيع حول عقد صفقة تعويضية بينها وبين السلطة ممثلةً برئيس وزرائها أحمد قريع إن صحت يؤكد هذا الإعتقاد. فقد ذكرت صحيفة الصنداي تايمز البريطانية أن الصفقة تتضمن حصول سهى على سبعة ملايين جنيه إسترليني فورًا بالإضافة إلى 800 ألف جنيه إسترليني سنويًا، حتى بلوغها سن التقاعد.ثم يصرف لها 300 ألف جنيه إسترليني سنويا. كما تضمنت وضع ابنة عرفات على قائمة نفقات السلطة الفلسطينية لحين بلوغها سن الثامنة عشرة وعندها تحصل على 45 ألف جنيه إسترليني سنويًا لحين بلوغها سن الخامسة والعشرين. وزعمت الصحيفة أن سهى الطويل وافقت بعد إبرام الصفقة على نزع الأجهزة التي كان الأطباء يستعينون بها لإبقاء الرئيس الراحل على قيد الحياة قبل إعلان وفاته رسميًا فجر الخميس الماضي. ومن الأمور التي تدعم عقد هذه الصفقة أن السلطة الفلسطينية حتى الآن لم تعلق على ما نشر في الصحيفة وكذلك سهى. ثم تحول موقف سهى فجأة بعد زيارة الوفد الفلسطيني إلى مستشفى بيرسي العسكري في باريس؛ من الهجوم اللاذع للمسئولين الفلسطينيين ووصفهم بالمستورثين الذين يريدون دفن عرفات حيًا'، الى موقف التزمت الصمت والموافقة على نزع أجهزة الإعاشة الصناعية عن عرفات. وهناك من يرى أن حصولها على التقرير الصحي لعرفات، وعدم كشفها لمحتواه يدخلها في دائرة الشك، وخاصة أن هناك زوبعة من الشكوك حول تعرض عرفات لعملية تسميم، والتي ازدادت يعد تسلم ناصر القدوة ابن شقيقة عرفات نسخة عن التقرير من السلطات الفرنسية، حيث قال أنه ورغم أن التقرير يخلو من بيان أن سبب الوفاة ناتج عن سم لكن هذا لا ينفي احتمال تعرضه لسم لم يتمكن الأطباء من بيان طبيعته. وهذا ما جعل رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي يرجح تعرض عرفات لعملية تسميم. التوجهات الفكرية ينتمي ياسر عرفات إلى جيل القوميين العرب الذي ظهر في الخمسينيات ولعب أدوارا مهمة في الستينيات والسبعينيات. وقد بدأ حياته في خنادق المقاومة للاحتلال الإسرائيلي ثم غير خطه الفكري، بعد أن آمن بفكرة المفاوضات والتوصل إلى الحق الفلسطيني عبر الحوار من خلال عملية السلام. وأسفرت فترة التسعينيات عن اتفاقية أوسلو وإنشاء سلطة فلسطينية في بعض مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة. تعليمه تلقى تعليمه في القاهرة ، وفي عام 1937 عاد مرة أخرى إلى القاهرة ليعيش مع عائلته، ثم التحق بكلية الهندسة في جامعة الملك فؤاد (القاهرة حاليا) حيث تخصص في دراسة الهندسة المدنية وتخرج فيها عام 1951، وعمل بعدها في إحدى الشركات المصرية. وخلال فترة دراسته كون رابطة الخريجين الفلسطينيين التي كانت محط اهتمام كبير من قبل وسائل الإعلام المصرية آنذاك، واشترك إلى جانب الجيش المصري في صد العدوان الثلاثي عام 1956. وظهرت مواهبه منذ سنوات شبابه المبكر كناشط وزعيم سياسي. وقد انجذب في البداية لجماعة الأخوان المسلمين، لكنه سرعان ما اعتنق فكر الكفاح المسلح ضد إسرائيل عقب "نكبة" عام 1948 وقيام دولة إسرائيل فوق ما يزيد عن 70 بالمئة من مساحة فلسطين التي كانت خاضعة للحكم البريطاني – مصر. حياته السياسية بدأ عرفات حياته السياسية في مطلع حقبة الخمسينيات من القرن الماضي حينما شارك في عام 1952 عندما كان طالبا في كلية الهندسة بجامعة القاهرة في تأسيس اتحاد طلبة فلسطين في مصر. وقد تولى رئاسة رابطة الخريجين الفلسطينيين بعد نجاح ثورة يوليو/ تموز بقيادة جمال عبد الناصر في الاستيلاء على السلطة.وظهرت مواهبه منذ سنوات شبابه المبكر كناشط وزعيم سياسي. وقد انجذب في البداية لجماعة الأخوان المسلمين، لكنه سرعان ما اعتنق فكر الكفاح المسلح ضد إسرائيل عقب "نكبة" عام 1948 وقيام دولة إسرائيل فوق ما يزيد عن 70 بالمئة من مساحة فلسطين التي كانت خاضعة للحكم البريطاني. بعد انتصار ثورة الضباط الاحرار في مصر في 23 يوليو/ تموز1952، بعث عرفات، عام 1953، خطاباً الى اللواء محمد نجيب، أول رئيس لمصر، حمل ثلاث كلمات فقط هي: "لا تنس فلسطين". وقيل إن عرفات سطر الكلمات الثلاث بدمائه. تأسيس حركة فتح التحق بالخدمة العسكرية في الجيش المصري وشارك في التصدي للعدوان الثلاثي الإسرائيلي الفرنسي البريطاني على مصر في حرب السويس. وفي عام 1956 مُنح عرفات رتبة ملازم في الجيش المصري، وقد شكات هذه الثقافة العسكرية لديه حافزاً لتشكيل نواة للعمل العسكري ضد الإحتلال الغاصب، ولما سافر ياسر عرفات إلى الكويت عام 1958 للعمل مهندساً، كون هو ومجموعة من الشباب منهم خليل الوزير،(أبو جهاد وصلاح خلف، أبو إياد وعبدالله الدنان ومحمود سويد وعادل عبد الكريم عام 1965 خلية ثورية أطلق عليها اسم (فتح) وهي اختصار لحركة تحرير فلسطين، وأصدر مجلة تعبر عن هموم القضية الفلسطينية أطلق عليها اسم (فلسطيننا)، وحاول منذ ذلك الوقت إكساب هذه الحركة صفة شرعية فاتصل بالقيادات العربية للاعتراف بها ودعمها، ونجح بالفعل في ذلك فأسس أول مكتب للحركة في الجزائر عام 1965 مارس عبره نشاطا دبلوماسيا. وتذكر المصادر أن عرفات قام بجمع بنادق من مخلفات الحرب العالمية الثانية من الصحارى المصرية لتسليح حركته. وفي 31 كانون الأول 1964 نفذت حركة فتح أول عملية مسلحة في الاراضي الاسرائيلية عبر محاولة نسف محطة مائية وقام عرفات شخصيا بتسليم بيان تبني العملية إلى صحيفة "النهار" اللبنانية، وفي 28 أيار 1964 تشكلت منظمة التحرير الفلسطينية تحت رعاية مصر، وترأسها احمد الشقيري. واعتمدت المنظمة ميثاقا وطنيا يطالب بحق تقرير المصير للفلسطينيين ويرفض قيام دولة اسرائيل.والذي تم الغاؤه بعد التوقيع على اتفاقية اوسلو في اجتماع للجتة التنفيذية في رام الله وبحضور الرئيس الأمريكي كلنتون في حرب 1967 وفي حزيران 1967: انتقل عرفات الى العمل السري، تحت اسمه الحركي "أبو عمار". وفي تموز توجه سراً إلى الضفة الغربية المحتلة، حيث أمضى أربعة أشهر قام خلالها بتنظيم خلايا حركة فتح وقد برز اسم الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات بقوة عام 1967 حينما قاد بعض العمليات الفدائية ضد إسرائيل عقب عدوان 1967 انطلاقاً من الأراضي الأردنية. وفي العام التالي اعترف به الرئيس المصري جمال عبد الناصر ممثلا للشعب الفلسطيني. رئاسة منظمة التحرير. انتخب المجلس الوطني الفلسطيني ياسر عرفات رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في 4/شباط / 1969 التي تأسست عام 1964 خلفاً ليحيى حمودة، وبدأ مرحلة جديدة في حياته منذ ذلك الحين. معركة الكرامة ورئاسة منظمة التحرير وفي تلك المرحلة، بدأ نجم عرفات في البزوغ كزعيم سياسي فلسطيني ثائر، غير أن نجمه لمع أكثر في الأردن حيث كانت توجد أعداد كبيرة من الفلسطينيين الذين هجروا عام 1948 و1967، فتوفر المناخ لعرفات كي يقوم بتدريب أفراد من قوات فتح التي عرفت باسم "العاصفة"؛ وهو ما شجعه في الأمد القريب على تنفيذ عمليات فدائية ضد أهداف إسرائيلية من خلال التسلل عبر الحدود الأردنية إلى الأراضي المحتلة، أو من خلال استهداف الدوريات الإسرائيلية العاملة على الشريط الحدودي. وقامت عناصر العاصفة بشن هجمات على إسرائيل من الأردن ولبنان وقطاع غزة الذي كان يخضع للحكم المصري. وبعد حرب عام 1967 التي ألحقت فيها إسرائيل الهزيمة بالجيوش العربية، واستولت على القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة وسيناء وهضبة الجولان، قامت جماعات المقاومة الفلسطينية بتكثيف أنشطتها ضد الاحتلال الاسرائيلي. ولم يبق في ساحة القتال ضد إسرائيل سوى حركة فتح. وقد اكتسب عرفات المزيد من الشهرة كقائد عسكري ميداني في عام 1968 عندما قاد قواته في القتال دفاعاً عن بلدة "الكرامة" الأردنية أمام قوات إسرائيلية أكثر عدداً وأقوى تسلحا. وزرعت معركة الكرامة الإحساس بالتفاؤل بين الفلسطينيين، كما أدت لارتفاع راية قوى التحرر الوطني الفلسطينية بعد فشل الأنظمة العربية في التصدي لإسرائيل. وبعد مضي عام على معركة الكرامة اختير عرفات رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي أسستها جامعة الدول العربية عام 1965. برنامج النقاط العشرة : الانعطاف الكبير الأول في مسيرة منظمة التحرير بقيادة عرفات كان في المجلس الوطني الثاني عشر في القاهرة (يونيو 1974) حيث تم التخلي، لأول مرة، عن التحرير الكامل من البحر إلى النهر والدعوة إلى إقامة (سلطة) وطنية على جزء من أرض فلسطين، خلافاً لما ورد في نصوص الميثاق الفلسطيني ومقرراته في الدورة الحادية عشر عام 1972للمجلس الوطني الفلسطيني حيث طرحت مشاريع التسوية السياسية.. وقوبلت برفض قاطع وحازم لا يقبل المناورة أو حتى التأويل. بل إن المجلس الوطني الفلسطيني ذهب إلي أبعد من ذلك، فجرى التأكيد بنص مكتوب وملزم للجميع يحرم على كل الأجيال الفلسطينية حتى الأجيال التي لم تولد بعدم.. من الاقتراب أو المساس بالحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.. وكانت صياغة النص والتحذير على النحو التالي:" لا يحق لأية جهة من أي جيل من أجيال الشعب، مهما تألبت عليه الظروف أن تتنازل عن أي حق من حقوقه الثابتة والطبيعية" .. وهيأ هذا الانعطاف السبيل لقرارات المجلس الوطني الفلسطيني (1988م) في الجزائر والتي أعلنت قرار الاستقلال والموافقة على القرار الأممي242.. خطاب تاريخي بالأمم المتحدة ألقى الزعيم الفلسطيني خطابا تاريخيا هاما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 1974، أكد فيها أن القضية الفلسطينية تدخل ضمن القضايا العادلة للشعوب التي تعاني من الاستعمار والاضطهاد، واستعرض الممارسات الإسرائيلية العدوانية ضد الشعب الفلسطيني، وناشد ممثلي الحكومات والشعوب مساندة الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره والعودة إلى دياره. وفي ختام كلمته قال "إنني جئتكم بغصن الزيتون مع بندقية الثائر، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي.. الحرب تندلع من فلسطين والسلم يبدأ من فلسطين". أيلول الأسود وقعت اشتباكات بين قوات المقاومة الفلسطينية والجيش الأردني عام 1970 بعد أن خطف رجال المقاومة أربع طائرات ركاب إلى مطار في صحراء المملكة، أسفرت عن سقوط ضحايا كثر من كلا الجانبين فيما عرف بأحداث "أيلول الأسود". وبعد وساطات عربية قررت المقاومة الفلسطينية في العام التالي برئاسة ياسر عرفات الخروج من الأردن لتحط الرحال مؤقتا في الأراضي اللبنانية بعد أن نجحت مصر في إنقاذ عرفات من الموت المحقق في عمان وتهريبه سرا إلى القاهرة حيث حضر القمة العربية في سبتمبر 1970، فكانت أول قمة عربية تسلط فيها بقوة أضواء وفلاشات الكاميرات عليه. في لبنان ومع انتقال المنظمة إلى لبنان، واصل "الثائر" أبو عمار رحلة الكفاح المسلح، فشرع في ترتيب صفوف المقاومة معتمدا على مخيمات اللاجئين. وفي السنوات التي أعقبت انتقال عرفات إلى بيروت نفذ مسلحون فلسطينيون ينتمون لفصائل مختلفة عمليات تفجير وخطف طائرات واغتيالات، من أشهرها عملية خطف وقتل 11 رياضياً إسرائيلياً أثناء دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في ميونخ عام 1972. في 13 نيسان 1973 حاولت اسرائيل اغتيال ياسر عرفات، في بيروت، حيث قامت مجموعة اسرائيلية ضمت بين افرادها من اصبح لاحقا رئيسا لوزراء اسرائيل ايهود باراك. وقد تمكنت المجموعة من اغتيال ثلاثة من مساعدي عرفات ولكنها لم تعثر عليه.واكد مقربون منه ان "معجزة سمحت له بالبقاء بعيدا". وفي الواقع لم يكن عرفات يمضي اكثر من بضع ساعات تحت سقف واحد وقد لف تحركاته بتكتم مطلق. وقد شنت إسرائيل هجمات عنيفة على قواعد المقاومة الفلسطينية في لبنان في الفترة بين عامي 1978 و1982، حيث دمرت عام 1978 بعض قواعد المقاومة وأقامت شريطاً حدودياً بعمق يتراوح بين أربعة وستة كيلومترات أطلقت عليه اسم الحزام الأمني. ثم كان الاجتياح الكبير الذي احتلت به ثاني عاصمة عربية بعد القدس ودمرت أجزاء كبيرة من بيروت عام 1982، وفرض حصار لمدة عشرة أسابيع على المقاومة الفلسطينية، واضطر ياسر عرفات للموافقة على الخروج من لبنان تحت الحماية الدولية. في تونس بعد اجتياح بيروت وفرض إسرائيل حصارا لمدة 10 أسابيع على المقاومة الفلسطينية، اكتسب خلالها عرفات احترام شعبه بصموده وشجاعته، وافق في 30 آب 1982على الخروج من لبنان تحت الحماية الدولية ومن ثم الانتقال إلى تونس التي شكلت المعقل الأخير لمنظمة التحرير الفلسطينية حتى عام 1994. وحاولت اسرائيل اغتيال عرفات ثانية بعد انتقاله الى تونس. وقد تعرض مقره هناك، في الأول من تشرين الأول 1985 لقصف الطيران الاسرائيلي، ودمر بشكل شبه كامل في غارة ادت الى مقتل 17 شخصا. وكان عرفات في طريقه الى مكتبه وولكنه عاد ادراجه مع بداية الغارة. وتعرض عرفات طوال مسيرة قيادته لحركة فتح والمنظمة للكثير من حركات التمرد ضده وكان أبرزها خلال فترة تواجد المنظمة في لبنان، حيث انشق عنه عدد من قادة الحركة ومن أبرزهم أبو موسى وأبو نضال، إلا أن دهاءه السياسي مكنه من تجاوز كل هذه الانشقاقات فظل متماسكا ومسيطرا على المنظمة وعلى فتح. لقد كانت المحطة الثالثة للمقاومة الفلسطينية بعد عمان وبيروت في تونس بعيدا عن خطوط التماس، وبالرغم من بعد المسافة بين تونس والأراضي الفلسطينية إلا أن يد جهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) طالت أبرز العناصر الفاعلة في المنظمة، إذ اغتيل خليل الوزير (أبو جهاد) وصلاح خلف (أبو إياد). وتميزت تلك الفترة بمحاولة إعلان الدولة الفلسطينية . الجزائر نقطة تحول وكان لاندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 ضد الاحتلال الإسرائيلي وتعرض الفلسطينيين فيها للقمع والقتل، أثره في حصول القضية الفلسطينية على تعاطف دولي، استثمره عرفات بحنكته السياسية لتحريك عملية السلام حيث دفع المجلس الوطني الفلسطيني بدورته المنعقدة في الجزائر في 15 تشرين الثاني 1988 الى تبني قرار مجلس الامن الدولي 242 معترفا بذلك ضمناً باسرائيل وفي الوقت ذاته، اعلن المجلس قرار اقامة الدولة الفلسطينية على أراضي الضفة وغزة برئاسة عرفات. وتلا عرفات اعلان استقلال الدولة الفلسطينية.والذي كتبه الشاعر الفلسطيني محمود درويش. الاعتراف بإسرائيل شهد عقد الثمانينيات تغيرات كبيرة في فكر المنظمة، حيث ألقى ياسر عرفات مرة أخرى خطابا شهيرا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر/ كانون الأول 1988 أعلن فيه اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بحق إسرائيل في الوجود، وأدان الإرهاب بكافة أشكاله، وأعلن عن مبادرة سلام فلسطينية تدعو إلى حق دول الشرق الأوسط بما فيها فلسطين وإسرائيل وجيرانها في العيش بسلام. وبعد هذا الإعلان توالت اعترافات العديد من دول العالم بالدولة الفلسطينية المستقلة. رئيساً للدولة الفلسطينية وافق المجلس المركزي الفلسطيني على تكليف ياسر عرفات برئاسة الدولة الفلسطينية المستقلة في أبريل/ نيسان من عام 1989، ولدفع عملية السلام أعلن عرفات أوائل عام 1990 أنه يجري اتصالات سرية مع القادة الإسرائيليين بهذا الخصوص، وفي عام 1991عقد مؤتمر السلام في مدريد تحت رعاية الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي السابق. وفي 13 أيلول 1993 بعد ستة أشهر من المفاوضات السرية في اوسلو، وقّع عرفات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحق رابين، في واشنطن، اتفاق أوسلو الذي جعل أضواء الإعلام الغربي تسلط عليه بكثافة، كما كان نقطة تحول بارزة في القضية الفلسطينية. وقد وقع الطرفان على "إعلان مبادئ"، هو عبارة عن اتفاق سمح للفلسطينيين بممارسة الحكم الذاتي في قطاع غزة ومدينة أريحا بالضفة الغربية مقابل اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بإسرائيل. حرب الخليج الثانية اتخذت منظمة التحرير الفلسطينية عام 1990 موقفا فُسر حينذاك بأنه مؤيد للعراق في غزوه للكويت، مما انعكس بصورة سلبية على القضية الفلسطينية، وكانت له عواقب وخيمة على العاملين الفلسطينيين في دول الخليج، وبالتالي على الانتفاضة الفلسطينية التي كانت مشتعلة في الأراضي المحتلة منذ عام 1987.. اتفاق أوسلو كان لاتفاق أوسلو الذي وقعه الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين عام 1993 نتائج هامة على مسيرة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إذ تمخض هذا الاتفاق عن وجود كيان فلسطيني جديد على الأراضي الفلسطينية سمي بالسلطة الوطنية الفلسطينية. وكان أهم ما في اتفاق أوسلو إضافة إلى اعترافه بالدولة الإسرائيلية على الحدود التاريخية لفلسطين أنه أوجد شرعية جديدة للعملية التفاوضية.. شرعية تقوم على الاتفاقيات الثنائية وليس على القرارات الدولية الصادرة. وفي القاهرة وقع ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحق رابين عام 1994 على "اتفاق القاهرة" لتنفيذ الحكم الذاتي الفلسطيني في غزة وأريحا. العودة إلى غزة بعد 27 عاما قضاها في المنفى عاد ياسر عرفات إلى غزة رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية في1 يوليو/ تموز 1994 وقد خرجت غزة عن بكرة ابيها لاستقباله والعائدين معه من "ثوار فتح" بحفاوة كبرى، واتخذ عرفات من غزة مقراً لقيادته ، حيث شرع في تأسيس السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية المختلفة، وعمل على إعادة تأهيل بعض المؤسسات وتدريب أفراد من الشرطة والجيش للحفاظ على الأمن. اتفاق طابا وقع عرفات بمدينة طابا المصرية في 24 سبتمبر/ أيلول 1995 بالأحرف الأولى على اتفاق توسيع الحكم الذاتي الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، بعدها انتخب الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في 20 يناير/ كانون الثاني 1996 رئيساً لسلطة الحكم الذاتي في أول انتخابات عامة في فلسطين حيث حصل على نسبة 83 % اتفاق واي ريفر استمر الزعيم الفلسطيني في المسيرة السلمية رغم تعنت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو واستمرارها في بناء المستوطنات، وكان التوقيع على اتفاقية واي ريفر في الولايات المتحدة الأميركية في 23 أكتوبر/ تشرين الأول 1998. كامب ديفيد الثانية ثم جرت مباحثات كامب ديفيد الثانية التي عُقدت على إثرها في النصف الثاني من شهر يوليو/ تموز 2000 قمة ثلاثية جمعت عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك والرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون في منتجع كامب ديفيد لبحث القضايا العالقة مثل القدس والمستوطنات واللاجئين، وانتهت القمة بعد أسبوعين بالفشل لعدم التوصل إلى حل لمشكلة القدس وبعض القضايا الأخرى.الأمر الذي أدى إلى انحسار التأييد الشعبي لمشروع السلطة الفلسطينية وقيادتها الممثلة في شخص عرفات بسبب اصطدام السلطة بالمواقف الإسرائيلية المتعنتة من جهة وقيام السلطة الفلسطينية بملاحقة نشطاء فصائل المقاومة خاصة الإسلامية منها تنفيذا لاستحقاقات الاتفاقيات التي وقعتها مع إسرائيل، فتوالت على عرفات الاتهامات بأنه أصبح أداة في يد الاحتلال لقمع المقاومة الفلسطينية كما تزامن مع ذلك بداية الحديث المتصاعد عن فساد السلطة وتراخي رئيسها في مواجهته. رفض مقترحات كلينتون. أعلن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات يوم الاثنين 8/1/2001 رفضه للمقترحات الأميركية التي قدمها الرئيس بيل كلينتون للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والتي تضمنت التنازل عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وتحويل القدس إلى مدينة مفتوحة فيها عاصمتان واحدة لليهود والأخرى للفلسطينيين. انتفاضة الأقصى اندلعت انتفاضة الأقصى الحالية ضد الاحتلال الإسرائيلي بعد الزيارة الاستفزازية التي قام بها أرييل شارون في ظل تنامي الحديث عن هيكل سليمان والحفريات التي تتم تحت المسجد الأقصى والخوف المتزايد من إلحاق الضرر به، وقد تعامل رئيس الوزراء الإٍسرائيلي السابق إيهود باراك بعنف مع هذه الانتفاضة ولم يستطع إخمادها، وفي عهد أرييل شارون -الذي اختاره الناخب الإسرائيلي لتحقيق الأمن بعد أن عجز باراك عن تحقيقه- استمرت عمليات الانتفاضة واستمرت القوات الإسرائيلية في محاولات قمعها بعنف أشد أدى إلى استشهاد أكثر من ألف فلسطيني ومقتل ما يزيد على 300 إسرائيلي, وفي كل ذلك كانت الحكومة الإسرائيلية تحمل السلطة الفلسطينية وياسر عرفات مسؤولية ما يحدث، وساءت علاقات أبو عمار بالولايات المتحدة الأميركية التي تبنت وجهة النظر الإسرائيلية باعتباره متكاسلا عن اتخاذ ما يجب من إجراءات لوقف ما تسميه الإرهاب، وتعالت الأصوات داخل الحكومة الإسرائيلية الداعية إلى طرد عرفات أو تصفيته جسديا أو اعتقاله ومحاكمته. حرب شارون .. وحصار الرئيس وفي 3 ديسمبر/ كانون الأول 2001، قامت الحكومة الإسرائيلية بقيادة شارون، خصم عرفات القديم واللدود، بفرض حصار عسكري عليه داخل مقره بمدينة رام الله بالضفة الغربية.بمساندة أمريكية، فكان أن حظي عرفات مرة أخرى بتعاطف كبير من جانب الشارع الفلسطيني في مواجهة الأصوات الإسرائيلية المتعالية والمطالبة بطرده أو تصفيته، فعاد الرمز الفلسطيني مرة أخرى للواجهة بقوة. وفي 29 آذار 2002: غداة عملية استشهادية نفذتها المقاومة الفلسطينية، وختام القمة العربية في بيروت التي حُرم عرفات من حضورها، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي أوسع هجوم له في الضفة الغربية منذ حزيران 1967 ودمر الجزء الاكبر من مقر عرفات الذي بقي في المبنى الذي يضم مكاتبه تطوقه الدبابات الاسرائيلية. وقد بقي على هذا الحال حتى ليلة الثاني من أيار حين رفع جيش الاحتلال الإسرائيلي الحصار عنه، وفيما يلي أبرز احداث الحصار: عام 2001: 8 كانون الأول: إسرائيل تعلن انها تحتفظ لنفسها بحق منع عرفات من مغادرة رام الله للتوجه الى الخارج. 13 كانون الأول: إسرائيل تمنع الرئيس الفلسطيني من مغادرة رام الله وتنشر دبابات على بعد 200 متر من مقره العام. دمرت الطائرات الاسرائيلية محطة البث التلفزيوني والاذاعة الفلسطينية القريبة من مكاتب عرفات. 24 كانون الأول: إسرائيل تمنع عرفات من التوجه الى بيت لحم لحضور القداس بمناسبة عيد الميلاد. عام 2002: 2 كانون الثاني: رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون يعلن ان عرفات سيبقى في رام الله ما لم يوقف الذين قتلوا وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي في تشرين الأول من العام الماضي. 5 كانون الثاني: إسرائيل تؤكد مجددا معارضتها لزيارة عرفات الى بيت لحم للمشاركة في عيد الميلاد الارثوذكسي. 3 شباط:300 من الاسرائيليين اليهود والعرب يلتقون الرئيس الفلسطيني في رام الله لادانة الاحتلال الاسرائيلي. .14 شباط: وزير الخارجية البريطاني جاك سترو يدعو عرفات في لقاء طويل في رام الله، الى وقف "العنف". > 16 شباط: وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر يجري محادثات مع عرفات. 19 شباط: لقاء بين عرفات ووزير الخارجية الاردني مروان المعشر. 25 شباط: الدبابات الاسرائيلية تنسحب من القطاع المحيط بمكاتب عرفات طبقا لقرار اتخذته الحكومة الاسرائيلية. 9 آذار: وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني يقوم بزيارة "تضامنية" مع عرفات. 15 آذار: المبعوث الأمريكي أنطوني زيني يجري محادثات مع عرفات في رام الله التي انسحبت منها القوات الاسرائيلية بعد ان اعادت احتلالها لساعات. 19 آذار: شارون يصرح ان عرفات يستطيع ان يغادر الاراضي الفلسطينية "فور تطبيق خطة تينيت" لوقف اطلاق النار. 26آذار إسرائيل تمنع عرفات من التوجه الى بيروت للمشاركة في القمة العربية. 29 آذار: بدء العملية العسكرية الاسرائيلية "السور الواقي" في الضفة الغربية. جيش الاحتلال الإسرائيلي يدخل رام الله ويطوق مقر عرفات ويدمر كل المباني باستثناء مكاتبه،31 آذار: حوالي اربعين من دعاة السلام الغربيين يشكلون "درعاً بشرية" حماية عرفات. اسرائيل تعلن رام الله "منطقة عسكرية مغلقة. 2 نيسان: جيش الاحتلال الإسرائيلي يستولي على مقر جهاز الامن الوقائي الفلسطيني في رام الله وشارون يقترح على عرفات "رحلة ذهاب" فقط الى الخارج. عرفات يرفض الاقتراح. 4نيسان: شارون يعارض لقاء بعثة اوروبية مع عرفات. 13نيسان: عرفات يدين باسمه وباسم القيادة الفلسطينية كل الاعمال الارهابية التي تستهدف مدنيين سواء كانوا اسرائيليين او فلسطينيين، والارهاب سواء مارسته دولة او مجموعات او افراد. 14 نيسان: وزير الخارجية الأمريكي كولن باول يجري محادثات في رام الله مع عرفات ثم مع شارون17 نيسان: لقاء ثان بين عرفات وباول. 21 نيسان: آرييل شارون يعلن انتهاء المرحلة الاولى من عملية "السور الواقي" بانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من نابلس والجزء الاكبر من رام الله. 25 نيسان:محكمة عسكرية تعقد جلسة في مقر عرفات وتصدر احكاما بالسجن لمدد تتراوح بين عام و18عاما على المتهمين باغتيال وزير السياحة الاسرائيلي. شارون يطالب بتسليمهم لاسرائيل. 28نيسان:وفد أمريكي يقوده قنصل الولايات المتحدة في القدس رونالد شلايكر يلتقي عرفات في رام الله. الإسرائيليون والفلسطينيون يوافقون على اقتراح أمريكي يقضي بان يرفع جيش الاحتلال الإسرائيلي الحصار المفروض على عرفات شرط سجن المتهمين باغتيال زئيفي واثنين آخرين من الفلسطينيين تطالب بهما اسرائيل تحت حراسة أمريكيين وبريطانيين في سجن اريحا. 30 نيسان: الخبراء الأمريكيون والبريطانيون يقومون مع السلطات الفلسطينية بتسوية التفاصيل التقنية لرفع الحصار عن مقر الرئيس الفلسطيني "خلال 24 ساعة". 1 أيار: قنصلا بريطانيا والولايات المتحدة يباشران محادثات مع عرفات حول طرق نقل الفلسطينيين الستة. في اليوم نفسه، تم نقل هؤلاء الفلسطينيين الى سجن فلسطيني في اريحا باشراف أمريكي وبريطاني. 2 أيار: جيش الاحتلال الإسرائيلي يغادر موقع مقر الرئيس الفلسطيني . ولكن الحصار بقي مفروضاً على الرئيس ولم يخرج من المقاطعة الآ عندما تقرر نقله الى فرنسا للعلاج ولم يعد الى مقره الا ليدفن فيه وكان رد فعل عرفات للحصار الإسرائيلي إعلانه أنه "يتوق للشهادة التي سبقته إليها أعداد كبيرة من أبناء شعبه". وبقي التحريض الصهيوني ضد الشعب والقيادة والدين متواصلاً ومن الأمثلة على ذلك أنه بتاريخ: 22/3/2004 طالب رئيس لجنة الخارجية والامن التابعة للبرلمان الاسرائيلي يوفال شتيانيتس بطرد ياسر عرفات بدلاً من اغتياله، كما حدث مع الشيخ احمد ياسين وقال للإذاعة العبرية: لا مفر امامنا سوى الحرب على اولئك الذين يريدون القضاء علينا.ويجب علينا وقف الارهاب وقادته.منذ قدوم عرفات من تونس تضاعف الارهاب عشرات المرات، بالنسبة لياسر عرفات الحل الصحيح ليس تصفيته بل إعادته الى تونس وليس الى أي مكان آخر. من جهة اخرى قال داني نافيه، وزير الصحة الاسرائيلي يجب الان طرد ياسر عرفات ومدّ اليد لقيادة فلسطينية معتدلة تهتم بالتوصل الى السلام.